السبت، 19 مارس 2011

ولنا رأي -د‮. ‬عبدالتواب خلف

من شر بعض أبنائك،‮ ‬ورجس الأيام،‮ ‬وفعل الزمن سبقتني‮ ‬دموعي‮ ‬قبل كلماتي‮ ‬وأنا أكتب هذا المقال من شدة الحيرة وكم الهواجس التي‮ ‬تنتابني‮ ‬بين الحين والآخر،‮ ‬وفي‮ ‬حقيقة الأمر لا استطيع أن أخفي‮ ‬قلقي‮ ‬علي‮ ‬مستقبل بلادي،‮ ‬بعدما تلاحقت الأمواج،‮ ‬وازداد ارتطامها وتلبدت السماء بالغيوم وأصبحت الصورة ضبابية،‮ ‬وافتقدنا الرؤية والقدرة علي‮ ‬التركيز،‮ ‬وأصبحت لا أدري‮ ‬الي‮ ‬أين‮ ‬يقودنا المجلس الأعلي‮ ‬للقوات المسلحة،‮ ‬والي‮ ‬أين تسير بنا سفينة الوطن؟


فعلي‮ ‬الرغم من الموقف التاريخي‮ ‬المجيد‮ »‬للجيش‮« ‬لاحتضانه الثورة في‮ ‬مهدها والذي‮ ‬ساعد علي‮ ‬نجاحها‮- ‬والفرحة الغامرة التي‮ ‬حلت علي‮ ‬الشرفاء من أبناء الوطن‮- ‬والتي‮ ‬كانت كابوسا مفزعا علي‮ ‬المنتفعين من النظام الفاشي‮ ‬البائد‮- ‬هذا النظام الذي‮ ‬لبس ثوب الشيطان وأصبح كل شيء عنده مباحا من اصغر الذنوب الي‮ ‬أبشع الكبائر في‮ ‬سبيل بقائه علي‮ ‬سدة الحكم‮. ‬نظام اعتبر المصريين قطعانا من الغنم ومن‮ ‬يخالف القطيع‮ ‬يضرب بالعصا لكي‮ ‬يواكب بقية الغنم‮- ‬نظام تغلب علي‮ ‬الشيطان وطرحه أرضا،‮ ‬وتفوق عليه للدرجة التي‮ ‬اذا عجز الشيطان عن دخول مكان ارسل هذا النظام بدلا منه‮!! ‬نظام كانت نعاله القذرة جاثمة فوق صدورنا والتي‮ ‬لم‮ ‬يكن لنا اختيار لأصحابها‮- ‬نظام انتزع من قلوب المصريين حبهم وانتماءهم للوطن بعد أن سقاهم كؤوس الذل والمهانة‮- ‬حتي‮ ‬هبت ثورة ‮٥٢ ‬يناير المجيدة شعلة السماء المقدسة التي‮ ‬ألفت بين قلوب المصريين وأصبحوا‮  ‬علي‮ ‬قلب رجل واحد في‮ ‬مواجهة هذا الفرعون الذي‮ ‬تجبر وتكبر وقال‮: »‬أنا ربكم الأعلي‮ ‬والأنهار تجري‮ ‬من تحتي‮« ‬فأجراها الله من فوقه وأغرقه‮.‬
و توسمنا خيرا في‮ ‬المجلس الأعلي‮ ‬للقوات المسلحة في‮ ‬أننا مقبلون علي‮ ‬حياة ديمقراطية جديدة‮ - ‬تلك المنظومة السحرية التي‮ ‬تصنع مجتمعا قويا صلبا،‮ ‬شعاره ودينه العدل والمساواة والانتاج والعمل وتكافؤ الفرص للجميع،‮ ‬جميع من‮ ‬يعيش تحت سماء الوطن ويدب علي‮ ‬أرضه بغض النظر عن جنسه ودينه ولغته ولونه ورأيه وعقيدته هلل شباب الثورة وحلموا كثيرا وبنوا لأنفسهم عالما جميلا في‮ ‬خيال العقول واذا بهم‮ ‬يفيقون علي‮ ‬واقع مؤلم مرير،‮ ‬طموحاتهم زائفة،‮ ‬وأحلامهم واهية ومبادئهم محطمة ومطالبهم لا تتحقق الا بمليونية في‮ ‬ميدان التحرير‮- ‬واحتارت عقولهم في‮ ‬سرسوب الاصلاح البطئ الذي‮ ‬ينتهجه المجلس الأعلي‮ ‬للقوات المسلحة ومن عدم اعتقال من أفسدوا الحياة السياسية في‮ ‬مصر من بداية الثورة والتي‮ ‬بسببها قامت الثورة‮.‬
‮ ‬هذا التقاعس المريب اعطي‮ ‬الفرصة لزبانية النظام البائد أن‮ ‬ينظموا صفوفهم ويستردوا عافيتهم للعبث بمقدرات الوطن،‮ ‬واطفاء وهج الثورة المقدسة وأصبحنا لا ندري‮ ‬ولا نجد تفسيرا لهذا الغموض في‮ ‬ترك مثلث برمودا‮ »‬صفوت وعزمي‮ ‬وسرور‮« ‬لأن‮ ‬يتحركوا بهذه الحرية وكأنهم أيضا لم‮ ‬يرتكبوا جرما في‮ ‬حق الوطن وكأنهم لم‮ ‬يساهموا في‮ ‬الثورة المضادة‮.‬
ومن هنا سبقت دموعي‮ ‬كلماتي‮ ‬خوفا من بركان هادر لاحق‮ ‬يأخذ الأخضر واليابس خاصة اذا نجح عمرو موسي‮ ‬في‮ ‬الانتخابات الرئاسية واحتل اصحاب المال من زبانية الحزب البائد أغلب مقاعد البرلمان هنا أزفت الآزفة ووقعت الواقعة وأصبح الشعب والجيش‮ ‬يدان وليس‮ ‬يدا واحدة وهذا ما لا نريده للوطن أو أن‮ ‬يسير للخلف ونتمني‮ ‬أن‮ ‬يصدر قانون بحرمان رموز الحزب البائد من الترشح لأي‮ ‬انتخابات لمدة ‮٤ ‬سنوات حتي‮ ‬يتطهروا ويخلو جلباب الشيطان واذا لم‮ ‬يتحقق هذا فلنرفع أيدينا الي‮ ‬السماء فليس لنا في‮ ‬هذا الواقع المؤلم والمستقبل المظلم الا أن نرفع ايدينا الي‮ ‬السماء فليس لنا في‮ ‬هذ التقاعس الا أن نتمسك بحقوقنا ولا نلين فليحفظكي‮ ‬الله‮ ‬يا مصر من شر بعض أبنائك ورجس الأيام وفعل الزمن‮.‬

0 التعليقات:

إظهار التعليقات
 
تصميم: درر الحياة